الحوار وتبادل الأدوار

يمنات
خرج مؤتمر الحوار الوطني ببيان ختامي لجلسته الأولى، أقل ما نستطيع وصفة بأنه بيان إرضاء، ولكن الأجمل والأشجع فيه هو فيما يتعلق بتنفيذ النقاط العشرين وبالذات انه جاء مصحوبا بعبارة (دون إبطاء)، وما كان ملفت للنظر أثناء قراءة البيان من قبل الدكتور ياسين سعيد نعمان، هو الكرم الحاتمي في التصفيق، ما جعل الدكتور ياسين يقطع قراءة البيان ليقول لهم: إسمعوا إلى النهاية وبعدين صفقوا بالأخير..
فهل يعلم أعضاء مؤتمر الحوار أن الذي أوصلنا إلى هذا الوضع المزري هو زيادة التصفيق، ومع هذا مازالوا متمسكين بهذه العادة السيئة، فلا نريد تصفيق وإنما نريد تطبيق لكل ما نتج عن هذه الجلسات التي بدأت يوم 18مارس 2013م، وخلصت بالبيان الختامي الذي نال ارتياح الكثير ممن يحرص على إخراج هذا الوطن مما وصل إلية من إنهيار، فقد تم إقرار هذه النقاط من قبل اللجنة الفنية للحوار الوطني وبالإجماع ولكن لا ندري من الذي عمل على ترحيلها وتأجيلها، والآن أصبحت من ضمن بيان مؤتمر الحوار الوطني وتضمن البيان التأكيد بسرعة التنفيذ دون إبطاء، وسبق وأن صرح مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر بالقول أن قرارات مؤتمر الحوار ملزمة لكل الأطراف، فهل ستلتزم هذه الأطراف بهذا البيان، وهل سيلزم مجلس الأمن أي طرف يحاول أن يتملص من التطبيق لما جاء في البيان، أم أن الأمر مجرد تصريحات للتخويف فقط، وتمرر على الطرف الضعيف بينما تؤجل وتغير في حال قربت أو مست الطرف القوي، فقد تفاءلنا سابقا بعد أن أجمعت اللجنة الفنية للحوار الوطني على هذه النقاط ،لنصدم فيما بعد بعدم تطبيقها، والآن نتفاءل مجددا بتضمينها بالبيان الأخير لمؤتمر الحوار الوطني ،ولكن ما يثير الريبة هو أنه بعد إصدار البيان بلحظات يظهر علينا عضو لجنة الحوار صلاح الصيادي مصرحا بإيعاز من جهة ما بأن بيان مؤتمر الحوار لا يمثل إلا جهة أو حزب بعينة، وبعده يظهر موقف جاد من قبل المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه يؤكد الرفض المطلق لهذا البيان وأن هذا البيان الختامي مخالف لآلية الحوار، وقالوا بأن هذا البيان لم يكن توافقيا، وبالتأكيد أن جهات داخل اللقاء المشترك ستكون مرتاحة لردود الافعال هذه على هذا البيان، وأن المسالة تظهر وكأنها تبادل أدوار لا غير فعند وصول القوى التقدمية لأهداف تخدم اليمن بشكل عام نرى ظهور هذه القوى المتخلفة حجر عثرة أمام هذه المشاريع فتارة تعطلها باسم النظام السابق، وتارة أخرى بعدم التوافق ،وسيظل المشروع التقدمي في مواجهه مع هذه الأطراف المتخلفة إلى أن يحكم الله بحكمة على هذه البلاد المنكوبة بهذه القوى، فما على القوى التقدمية وأصحاب العقول المستنيرة إلا أن يبنوا تحالفات جديدة عنوانها مستقبل اليمن، وسيخرجون إلى طريق أما أن يظلوا هكذا بين كماشتين متخلفتين فلن يخرجوا بمشروعهم إلى النور.